الاجتهاد عند المذاهب الإسلامیّة: دراسة تحلیلیّة حول مدارس الاجتهاد و مناهجه و أدواره

إنّ عنوان البحث من العناوین الجدیدة التی لم یصنف حوله تألیف و تصنیف بشکل مستقل و إن أمکن اصطیاد جذوره من مطاوی الکتب المدوّنة المرتبطة بالفقه و أصوله، لا سیّما التألیفات المختصّة بالاجتهاد و أطواره و تاریخه…والعارف بکیفیة التحصبل فی الحوزات العلمیة و مراتبها و درجاتها یعلم أنّ الغرض الأقصی لطالب العلوم الدینیّة هو نیل درجة الاحتهاد، و سوف یواجه هذا الطالب خلال دراسته بحرا مترامی الأطراف من الآراء والفتاوی المشتتة، و ذلک یجعل تعرّفه علی المناهج والمدارس المختلفة فی ساحة الاجتهاد عند السنة والشیعة ضروریا؛ لیتمکّن من تحدید موقعه فی بحر الفقه الواسع، و موقع کلّ رأی یسمعه من جغرافیا الدراسات الفقهیّة لیتمکن من المقارنة بین تلک الآراء. فإنّ مثل العارف بالمدارس و المناهج مثل القائم علی قمّة الجبل ینظر إلی الأطراف و یشرف علی جمیع  نواحی. و هذه الحقیقة ساریة و جاریة فی جمیع المجالات والعلوم و بالأخصّ فی الفقه الذی یعدّ من أدقّ العلوم و أهمّها للإنسان؛ لأجل ارتباطه بتکالیفه تجاه ربّه الکریم. وتهدف هذه الدراسة إلی التعرّف علی المناهج والمدارس، والاطلاع علی خصائص کلّ مدرسة، و معرفة نقاط القوّة والضعف فیها، والتقریب بین المذاهب بإزالة أسباب سوء الفهم وغیر ذلک من الآثار والثمرات المرتبة علی هذا البحث التی تظهر فی خلال الدراسة إن شاء الله.
المؤلّف
من المقدمة بتصرّف