إعداد: عادل الفتلاوی؛ المراجعة والتقویم: فریق مرکز الحضارة؛ تصمیم الغلاف: حسین موسی
أکثر من ثلاث سنوات استغرقها منی هذا الکتاب، بین الإعداد له، وبین محاضرات قدمتها علی طلّاب الجامعة الإسلامیّة، و أخری قدّمتها علی طلابنا فی الحوزة العلمیّة فی النجف الأشرف، زادت فی مجموعها علی مائة محاضرة، ثم تدوینها و صیاغتها بما هو علیه بین یدیک. وهذه هی الدراسة الثالثة لی فی هذا الموضوع، ومع ذلک فأنا أعترف بأنّ معالجة مثل هذا الموضوع تحتاج إلی مزید من العنایة والاهتمام…وإذا أردنا أن نعرض هذا الموضوع من زاویة التّنوّع الثقافی فربما استطعنا القول إنّ العالم الإسلامی واجه ثلاث موجات فکریّة منذ مطلع القرن الماضی إحداها موجة تحمل عنوان التصالح مع الدین، وتقدیم قراءة أخری له؛ ولکنّها قد تأتی علی أهم أسسه ومقوماته، وهذه الموجة هی التی تقودها (الحداثة) باعتبارها قراءة جدیدة للإنسان والکون والله. و نحن قد لا نجد فی هذه الموجة عداء صارخا للدین، کما لا نجد فیها إلحادا معلنا، بل قد نقرأ فیها مواءمة وتقاربا مع الدین، لکنّها تجنح أحیانا – وربما أکثر – للأجهاز علی المحتوی الحقیقی للدین. هذه الموجة هی التی بدأت تتبلور وتعکس بظلالها منذ النصف الثانی من القرن العشرین علی الواقع الإسلامی من خلال عملیات الترجمة الواسعة لکتّاب و فلاسفة غربیین تبلورت لدیهم الحداثة بوصفها منهجا لا یتقاطع مع الدین ولکنّه یقدم رؤیة فی قراءة الإنسان والکون والله.
نقد و بررسیها
هیچ دیدگاهی برای این محصول نوشته نشده است.